الجمعة، 17 فبراير 2012

التربية العلمية للموطنة ضرورة عصرية
يعتقد الكثيرون من المشتغلين بالتربية عامة والتربية العلمية خاصة بأن تنمية مفهوم وقيم المواطنة يتوقف تحقيقها علي الدراسات الأدبية بشكل عام والدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية بشكل خاص ، ويمكن أن نؤكد علي أن التربية من خلال أنماطها المختلفة تسهم بنفس القدر التي تسهم به التربية الوطنية أو التربية الميدانية ، بل أن التربية العلمية هي الأجدر والأكثر مناسبة في العصر الحالي علي الإسهام وبشكل ضروري علي تنمية مفهوم وقيم المواطنة فلقد شهدت المجتمعات الإنسانية منذ منتصف القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي تطوراً كبيراً ومذهلاً في شتي فروع التخصصات العلمية وأنتجت بحوثها المختلفة معارف ونظريات واكتشافات علمية تمثل ثورة علمية تكنولوجية لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية الأمر الذي انعكس علي نوعية ومستوي حياة الأفراد مما أظهر بما لا يدع مجالا للشك حاجاتهم لامتلاك مواصفات علمية وسمات أخلاقية وقدرات فكرية ووعي بأمور علمية عامة تتعلق يشتي مجالات الحياة لكي يتمكنوا من الوفاء بحاجاتهم اليومية والقيام بمسئولياتهم المهنية وتحقيق أهدافهم الشخصية والوطنية وبمعني آخر فإن هناك حاجة لتربية المواطنة العلمية.
تأتي التربية العلمية في مقدمة الأنماط التربوية التي يمكن أن تؤدي دوراً فاعلاً في تحقيق المواطنة بشكل عام ومبادئ وقيم المواطنة العلمية بشكل خاص لدي كافة المواطنين لتعدد أهدافها وسعة مجالاتها وتنوع أنشطتها ، فقد أشارت أدبيات التربية العلميـة إلي إسهاماتها الفريدة في تنمية أنماط كبيرة ومتعددة للسلوك الضروري لمفهوم ومبادئ المواطنة مثل التفتح الذهني العقلية الناقدة ، سعة الأفق ، وتحمل المسئولية... وهذه الأنماط من السلوك لها جذورها في محتويات العلم والخبرات العلمية وهي لا تبني في يوم وليلة أو في سنة أو في عشر سنين ولكن لكي تبني لا بد أن تصبح برنامجاً مستمراً طوال فترة الحياة.( جيرالد س . كريج ، 1981 20 )
والتربية العلمية لها دورها البارز والمهم في تنمية قيم المواطنة فبدونها لا يمكن أن تكون هناك مواطنة ناجحة مثمرة في المجتمع ولا يستطيع المواطن أن يتتبع الكثير من التطورات التي تحدث والقضايا المحلية والإقليمية والعالمية التي تثار كما أن المجتمع يسعي اليوم إلي حياة قوامها العلم فالعلم هو طريق تعزيز حرية الإنسان وتكريمه وهو الطاقة القادرة علي تجديد شباب العمل الوطني وإضافة أفكار جديدة إليه كل يوم وعناصر قائدة في ميادينه المختلفة ( إبراهيم عميرة ، فتحي الديب ، 1989 ، 62 ، 64 ) الأمر الذي يتطلب أفراد مواطنين تتوافر لديهم قيم مواطنة علمية عصرية ، الثقافة العلمية والتمسك بضوابط العلم وأخلاقيات العلماء إلي غير ذلك من القيم العلمية.
وعند استعراض عدد من المفاهيم والمجالات المتضمنة في مفهوم وطبيعة المواطنة يمكن استخلاص عدد من النقاط التي ت
أولاً : لا تتوقف فقط عند الممارسات السياسية والمدنية والقانونية أو التعريف بالحقوق والواجبات فحسب وإنما تشمل أموراً تتعلق بالعلم وتطبيق أساليبه في الحياة.
ثانياً : لا تتوقف عند حب الوطن والانتماء والالتزام بمبادئه وقيمه فحسب وإنما تشمل أيضاً السلوك الاجتماعي الثقافي والتربوي المرغوب في إيجاد المواطن الصالح الذي يتمتع بمجموعة من الخصائص والسمات العلمية.
ثالثاً : تتضمن المواطنة مجموعة من القيم والمبادئ والاتجاهات التي تجعل الفرد المواطن ايجابياً وصالحاً مثمراً منتجاً لوطنه ومجتمعه وهي تتصل اتصالاً وثيقاً بالتربية العلمية.
رابعاً : المواطنة في حد ذاتها فاعلية وممارسة في اتخاذ القرارات ومواجهة المشكلات والتعاون والعمل الجماعي في الأعمال التطوعية العلمية التي تصب في صالح العمل العام.
خامساً : ترتبط المواطنة ارتباطاً عضوياً بإتباع الأساليب العلمية في التفكير والقدرة على جمع المعلومات واستخدامها في خدمة المجتمع ومهارات التفكير الناقد وممارستها واتخاذ قرارات تتعلق بالقضايا الجدليـة في العلم والتكنولوجيا التي تواجــه المجتمع.
الصفات السابقة للمواطنة تمثل أيضا مجالات عديدة ومتنوعة تتعلق بالعلم واستخدام أساليبه العلمية في الحياة اليومية العلمية والعملية يمكن أن نطلق عليها مواطنة علمية وبالتالي فإن التربية العلمية يمكن أن تسهم أسهاما أكيداً في تنمية مفهوم وقيم ومبادئ المواطنة بشكل عام والعلمية بشكل خاص بما يحقق التربية للمواطنة العلمية ويمكن للتربية العلمية النظامية وغير النظامية بمؤسساتها المختلفة أن تلعب دوراً مهماً لتنمية وتعميق مفهوم ومبادئ وقيم المواطنة بشكل عام والسمات والخصائص العلمية للمواطنة بشكل خاص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق