الأحد، 8 مايو 2011

محاولات عربية في التربية التكنولوجية

                 محاولات عربية في التربية التكنولوجية
              بقلم أ.د. محسن مصطفي محمد عبد القادر

     وعلي ضوء الاهتمام العالمي بالتربية التكنولوجية فقد اهتمت الكثير من الدول العربية من خلال نظمها التعليمية بالتربية التكنولوجية فمنها علي سبيل المثال : جمهورية مصر العربية سعت نحو وضع أسس ومبادئ لتصميم وبناء مناهج ومقررات دراسية تسعي نحو تحقيق أهداف التربية التكنولوجية  فقد تم تطبيق " منهج التكنولوجيا وتنمية التفكير " علي تلاميذ المرحلة الإعدادية ، وذلك من العام الدراسي(2000/2001م ) ، ورغم إن هذه المناهج لها ما يميزها ويجعلها تختلف عن غيرها من المواد الدراسية الأخرى  حيث تتميز بأنها تهدف إلى تنمية الابتكار وتوليد الأفكار وتوظيف المعلومات لحل المشكلات ، والعمل التعاوني وإنتاج الأشياء سعياً لإشباع حاجات الدارسين ، وتحسيناً لواقعهـم  ـ إلا أنها ـ ربما لم تساير كل معايير ومواصفات ومبادئ التربية التكنولوجية ، كما أن منهج التكنولوجيا وتنمية التفكير تم تطبيقه ضمن مناهج التعليم بالمرحلة الإعدادية دون البدء به من المرحلة الابتدائية ، رغم أن معظم النظم التعليمية المتقدمة تبدأ بتعليمها بداية من مرحلة رياض الأطفال كما أنها لم تحقق جميع المعايير التي يتطلب مراعاتها في مناهج التكنولوجيا وتنمية التفكير ، أضف إلي ذلك أن معظم ـ إن لم يكن ـ جميع معلمي هذه المناهج تخصص تدريس علوم ولم يُعدوا الإعداد اللازم لمثل هذه المناهج.
     كذلك فقد اهتمت الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بإرساء وتطبيق برامج ومقررات دراسية تعمل علي مسايرة فلسفة وأهداف التربية التكنولوجية ، لذلك فقد قررت علي المتعلمين بجميع مراحل التعليم العام بدءاً من المرحلة الابتدائية ومروراً بمرحلة التعليم المتوسط وحتى المرحلة الثانوية " منهج التربية العلمية والتكنولوجية " الذي يتميز بطابع علمي خاص يتمثل في : استكشاف المحيط ، تحليل الظواهر ، التعامل مع الأدوات التكنولوجية ، تكوّن في مجملها جملة منسقة ومهيكلة لنشاطات ذات طابع علمي تكنولوجي تستهدف ترقية التربية العلمية والتكنولوجيا نظراً للدور الذي تلعبه المعارف العلمية والتكنولوجية في العصر الراهن ، كما يستهدف هذا المنهج تطوير المواصفات المتعلقة بالفكر العلمي وإكساب المتعلمين كفاءات ومهارات وتهيئ لهم مواقف تسمح لهم بالفهم والتحكم الفكري والعلمي للعالم المحيط بهم والذي يتطور باستمرار ، واكتساب نوع من الاستقلالية تساعد علي حل المشكلات في الحياة اليومية وبناء الشخصية.
     وفي دولة فلسطين قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية حرصاً منها علي مواكبة التطوير في عصر الثورة التكنولوجية إدخال مبحث التكنولوجيا والعلوم التطبيقية لأول مرة كمقرر إجباري علي تلاميذ الصف الخامس من التعليم الابتدائي إلي الصف الثاني عشر بالتعليم الثانوي ، وذلك لما له من تمكين المتعلمين من مواكبة عصرهم واستيعاب نتاجه التكنولوجي من جهة وجعلهم عنصراً من خلال التنمية المنشودة من جهة أخرى.[1]
      كما وضع النظام التربوي التونسي التربية التكنولوجية منزلة محترمة إذ تم إدراجها كمادة دراسية في مختلف مراحل التعليم ويرمي تدريس هذه المادة تمكين المتعلم من تحقيق عدد من الأهداف منها :
     ـ الاطلاع علي دورة حياة المنتج وعلي مكونات كراس الشروط الوظيفي.
     ـ اكتشاف وفهم المبادئ والحلول التقنية التي بنيت عليها المنتجات والمنظومات التقنية بمحيط المتعلم.
     ـ حسن استعمال الوسائل التقنية والمعدات الموجودة بالمحيط.
     ـ المساهمة في المحافظة علي البيئة وسلامة المحيط.
أضف إلي ذلك المعارف والمهارات المنتظرة أبعادا علمية وتطبيقية ومنهجية تساعد المتعلم علي امتلاك المتعلم ثقافة تكنولوجية قابلة للتعميق طوال سنوات الدراسة.
     وفي سلطنة عمان بنيت المناهج ومقررات العلوم علي العديد من المعايير والأسس التي من شأنها تطوير العملية التعليمية وذلك للارتقاء بمستويات تحصيل المتعلمين بمجالات متعددة ، خاصة مجال العلم والتكنولوجيا والمجتمع والبيئة ، إضافة إلي أن النظام التعليمي قد أفرد مقرراً مستقلاً للعلوم والتقانة يتم تدريسه بصورة مستقلة عن مقررات العلوم.
 
المراجع
1ـ مندور عبد السلام فتح الله  : " أثر برنامج مقترح في التربية التكنولوجية علي تحصيل التلاميذ ومهاراتهم واتجاهاتهم وتفكيرهم الابتكاري بالحلقة الثانية من التعليم الأساسي " ، رسالة دكتوراه ، كلية التربية ، جامعة المنوفية.
2ـ المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ، التربية العلمية والتكنولوجية.
3ـ عبد القادر الزور ، أكرم هلال وآخرون  : كتاب التكنولوجيا للصف الخامس ، غزة .
4ـ جمهورية تونس ، وزارة التربية والتكوين  : برامج التربية التكنولوجية بالمرحلة الإعدادية من التعليم الأساسي.


1 عبد القادر الزرو ، أكرم هلال وآخرون ( 2002 ) : كتاب التكنولوجيا للصف الخامس ، غزة ، مركز المناهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق